الوثيقة القانونية والحقوقية المعتمدة للمثقفين العرب

باسم الله
الخير ، الحق ، العدالة ، الواجب ، الضمير
واستناداً إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 الذي جاء في ديباجته ( أنَّ الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم .) و الذي نصَّ في مادته الثالثة : على أن لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه .
واستناداً إلى اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنين في وقت الحرب المؤرخة في 12 آب / اغسطس لعام 1948 بموادها كافة
واستناداً إلى الاتفاقية الدولية بشأن حظر استعمال الأسلحة المحرقة في مادتيها الأولى والثانية والموقعة في جنيف بتاريخ 10 تشرين الأول / اكتوبر من عام 1980 .
وإلى اتفاقية حقوق الطفل الدولية لعام 1989
وإلى قرارات مجلس الأمن التي تدين الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا ..
فإننا نحن الموقعين أدناه على هذا البيان ، مجموعة من المثقفين العرب من أساتذة جامعات، مفكرين، باحثين، أدباء، شعراء، كُتّاب، صحفيين، إعلاميين، أطباء ، مهندسين ، صيادلة ، محامين ، فنانين تشكيليين، فنانين مسرحيين، أعضاء منتديات ثقافية وجمعيات حقوقية وإنسانية وطلاب جامعات ،
نطالبكم بتحمل مسؤولياتكم تجاه المجازر الإسرائيلية البشعة بحق أهالي قطاع غزّة رجالاً ونساء وأطفال وشيوخ إثر العدوان الهمجي الذي قامت فيه إسرائيل باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ومن ضمنها قنابل الفوسفور الأبيض والتي تعبر جرائم تستوجب جميع القوانين والمواثيق الدولية معاقبتها عليها ولعل أهم تلك الجرائم المرتكبة قتل وجرح الألوف من المدنين جراء القصف العشوائي للأحياء السكنية وتغييب التمييز بين الأشخاص المدنيين والعسكريين وكذا بالنسبة للممتلكات ومنع دخول الإمدادات الطبية والغذائية لسكان القطاع واستهداف المؤسسات التعليمية والمستشفيات والأعظم تدمير وتخريب البيئة الفلسطينية من جراء استخدام الأسلحة الفوسفورية وغيرها من الأسلحة الممنوعة دولياً والتي تستمرُ نتائجها لأمد طويل ..
ويشكل الأطفال نسبة تزيد عن 40 % من مجموع الضحايا استناداً لما ذكرته المصادر الإعلامية والحقوقية والإنسانية كحصيلة أولية بلغت فيها نسبة الشهداء من الأطفال 410 شهيداًً منهم ما يزيد عن 40 شهيداً سقطوا في مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) و 1300 جريح إضافة إلى آلاف اليتامى والمشردين الذين يعانون من الجوع والعطش والخوف والأزمات النفسية جرّاء المشاهد الإجرامية التي وقعت أمامهم ومن ضمنهم أطفال وجدوا بعد أيام متعلقين بجثث أمهاتهم وهم يصرخون خوفاًً ورعباً وجوعاً.

هذا ولا يفوتنا التنويه لحقيقة بالغة الخطورة وهي أن هناك نسبة تزيد عن 70 % من أطفال غزة وخاصة من المناطق الحدودية التي تعرضت للقصف الإسرائيلي وُلدوا في مراحل مبكرة أثناء العدوان الإسرائيلي وبسببه، حسب تقرير الأطباء المختصين في مشافي القطاع الذين يؤكدون على المخاطر الصحية البالغة جراء ذلك .
ومن الجدير بالذكر أن المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية الفلسطينية والعربية والدولية قامت بتوثيق هذه الحقائق بالصوت والصورة مما يؤكد ارتكاب إسرائيل لهذه المجازر الوحشية دون مراعاة لأية اتفاقات أو مواثيق دولية تخص المدنيين في حالة الحرب ولاسيما الأطفال منهم .

لذا، وعلى ضوء هذه المعطيات والانتهاك الصريح لمجمل القوانين الدولية و أهمها :
ـ الانتهاك الصريح لنص المادة 25 من لائحة لاهاي لعام 1907 التي حظرت مهاجمة أو قصف المدن أو القرى والمساكن والمباني غير المحمية أيا كانت الوسيلة المستعملة.
ـ الانتهاك الصريح لنص ومضمون المادة 50 والمادة 51 و52 من بروتوكول جنيف الأول الملحق باتفاقيات جنيف الأربع لعام 1977 الذي نص على حصانة السكان المدنيين .
ـ الانتهاك الصريح لنص المادة 54 من بروتوكول جنيف التي حظرت بشكل كلي تجويع المدنيين ووضعهم في ظروف معيشية صعبة .
ـ الانتهاك الصريح لنص المادة 55 من بروتوكول جنيف التي حظرت استخدام أساليب أو وسائل قتال يقصد بها أو يتوقع منها أن تسبب اضرار بالبيئة الطبيعية ومن ثم تضر بصحة أو بقاء السكان .
ـ الانتهاك الصريح لنص المادة 71 من البروتوكول التي ألزمت الأطراف المتحاربة باحترام وتسهيل مهمة أعمال الغوث ونقل وتوزيع إرساليات الغوث .
فإننا ندعو كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية العربية والدولية ومنظمات هيئة الأمم المتحدة المختصة للعمل على ملاحقة ومقاضاة قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين وتقديمهم للمحاكم الدولية كمجرمي حرب بحق أطفال قطاع غزة .





تم إعداد هذه الوثيقة من قبل مجموعة من المثقفين العرب بتاريخ 27 /1 / 2009 م وهم :