أكد السيد فؤاد الخفش، الباحث المختص في شؤون الأسرى في تقرير له بمناسبة يوم الأسير العربي، الذي يصادف اليوم، على أن معاناة المعتقلين من الأشقاء العرب لا تقل عن معاناة أبنائنا من الأسرى الفلسطينيين.
وقال التقرير، الذي مركز الاسرى نسخة منه : الأسرى العرب أو أسرى الدوريات مصطلح من مصطلحات السجون، أطلق على الأسرى من الدول العربية في سجون الاحتلال، وذلك لتمييزهم عن باقي الأسرى، وأصبح يطلق على كل مناضل عربي، قام بمهمة جهادية من خارج فلسطين وأسر.
وأوضح أنه خلال هذه الأعوام الطويلة من الصراع بين أصحاب الأرض الحقيقيين والغاصبين من عام 1967 وحتى عامنا هذا، اعتقل مئات الأسرى العرب من مختلف الدول العربية من مصر والأردن وسوريا ولبنان والسودان وليبيا والعراق، كانوا قد حاولوا قطع الحدود للقيام بواجبهم تجاه الشعب الفلسطيني.
وبين أن قسماً منهم أطلق سراحه خلال صفقات تبادل الأسرى في سنوات الثمانينات، وكان آخر إفراج عن أسرى عرب خلال اتفاقيات أوسلو عام 1999 بعد اتفاقية شرم الشيخ في عهد "حكومة براك" الإسرائيلية، حيث أطلق سراح 42 أسيرا إلى قطاع غزة لمدة 3 سنوات، ولكن هذه السنوات الثلاث، انقضت دون أن يسمح لهم بالعودة إلى مسقط رأسهم.
وأشار الباحث الخفش إلى أنه خلال الانتفاضة الحالية، انتفاضة الأقصى، أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن عدد من الأسرى العرب، وذلك خلال صفقة التبادل التي جرت مع منظمة حزب الله، حيث أفرج عن جميع الأسرى اللبنانيين باستثناء الأسير سمير قنطار، وهو أقدم أسير لبناني، ومحكوم مدى الحياة، ومعتقل من 22-4-1979، وهو من مواليد 1962، وكذلك تم الإفراج عن 6 أسرى مصريين مقابل الإفراج عن الجاسوس عزام عزام.
وأضاف: لم يفرج عن أي أسير أردني في صفقة حزب الله، وقد تعددت الروايات إزاء عدم الإفراج عنهم إلا أن عمليات إفراج جزئية جرت بالتفاهم مع الحكومة الأردنية أفرج خلالها عن 8 أسرى أردنيين حسب شروط ومقاييس إسرائيلية، لتبقى معاناة المتبقين منهم متواصلة ومستمرة.وبين أن عدد الأسرى العرب يبلغ حالياً في سجون الاحتلال 60 أسيراً، 7 أسرى مصريين، 47 أسيراً أردنياً، وأسير لبناني واحد و5 أسرى سوريين. ونوه إلى أن الأسرى العرب محرومون من زيارة أهلهم، وأن الكثير منهم قد تم تبنيه من قبل أهالي أسرى فلسطينيين، وبالذات من منطقة القدس، حيث يقومون بزيارتهم وتفقد أحوالهم والاتصال بأهلهم ونقل الرسائل من وإلى الأسير، ويقومون بدور وجهد جميل كنوع من رد الجميع لمن ضحى بعمره من أجل إسلامية وعروبة فلسطين.
وتابع: أسرى الدوريات طالبوا مراراً وتكراراً بزيارة أهلهم لهم، إلا أن طلباتهم قوبلت بالرفض، ولكن قبل شهرين وبالتنسيق ما بين الحكومة الأردنية وسلطات الاحتلال، سمح لأهالي الأسرى الأردنيين بزيارة ذويهم، فكان اللقاء الذي لم يستمر سوى ساعة واحدة، التقت فيها العيون الباكية على فراق الأحبة وفلذات الأكباد، ليعودوا بنفس اليوم إلى ديارهم، ويتركوا قلوبهم في زنازين الاحتلال.وبين أن أقدم هؤلاء الأسرى الأردنيين، سالم أبو غليون، وخالد أبو غليون، وهما معتقلان منذ 8-11-1990، ومحكومان بالمؤبد، بالإضافة إلى الأسير سلطان العجلوني، والمعتقل منذ 15 عاماً، بالإضافة إلى 12 أسيراً سورياً من هضبة الجولان، بينهم امرأة، وأقدمهم الأسير بشر سليمان المقت، والمعتقل منذ 11-8-1985، وهناك 7 أسرى مصريين، وأقدمهم الأسير عاطف أحمد قديح، ومعتقل منذ 21-1-2000.
وأوضح أن المعتقلين العرب، وبخاصة الأردنيين، قد خاضوا عدة إضرابات عن الطعام وخطوات احتجاجية أخرى، ووجهوا رسائل إلى السفراء العرب، طالبوا فيها بتفعيل قضيتهم في جميع وسائل الإعلام في بلدانهم وفي البلاد الأخرى، وتبيان مخالفتها للقانون الدولي، وكذلك السماح لهم بزيارة ذويهم بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والسماح لهم بالاتصال مع عائلاتهم للاطمئنان عليهم، وتوفير حياة كريمة لهم داخل السجون.وأشار إلى أن أسرى الدوريات، يطالبون باستمرار بوجود أفق سياسي في التعامل مع تلك القضية، وأن لا تترك الأمور لما تسمى بـ "حسن النوايا" الإسرائيلية، وأن يقوم سفراء دولهم بزياراتهم بصورة دائمة، وأن يزوروا جميع الأسرى وليس مندوبين عنهم.
وتابع الباحث الخفش: تتلخص مطالب الأسرى العرب، التي نقلوها إلى السفراء والقناصل وإلى لجان دعم الأسرى في الأردن ومصر، بتفعيل قضيتهم أمام جميع وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية في بلدانهم، والسماح لهم بالاتصال الهاتفي مع ذويهم، وغيرها.وقال إن أسرى الدوريات، حذروا من انطلاء التضليل الإسرائيلي على شعوبهم بوصفهم سجناء جنائيين، وليسوا أسرى سياسيين، ولذلك مطلوب التحرك العاجل والعمل على إطلاق سراح أسراهم من السجون بكل السبل.
الأسرى نت