هو : عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية.
فترة الحكم : (99-101ه).
سابع الخلفاء الأمويين.
خامس الخلفاء الراشدين.
نشأتة :
نشأ عمر بن عبد العزيز في مدينة (حلوان) في مصر حيث كان والده واليا عليها , ويتصل نسبة من جهة
والدته بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
رسله والده الى المدنية المنورة ليتلقى بها تعلميه الديني , فاشتغل بالعلم و تعمق فيه حتى قيل عنه انه
كان معلم العلماء .
مكانته العلميـة وولايته للمدينة:
لقِّب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره
في خلافته سيرة الخلفاء الراشدين. تولى الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك
في دمشق سنة 99 هجرية وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم. قال
عنه محمد بن علي بن الحسين رحمه الله: " أما علمت أن لكل قوم نجيبًا، وأن
نجيب بني أمية "عمر بن عبد العزيز" ، وأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده " .
في ربيع الأول من عام 87هـ ولاّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة
المدينة المنورة ، ثم ضم إلية ولاية لطائف سنة 91 هـ وبذلك صار واليآ على
الحجاز كلها واشترط عمر لتوليه الأماره ثلاثة شروط : الشرط الأول :أن يعمل
في الناس بالحق والعدل ولا يظلم أحدآ ولا يجوز على أحد في أخذ ماعلى الناس
من حقوق لبيت المال ، ويترتب على ذلك أن يقل مايرفع للخليفة من الموال من
المدينة . الشرط الثاني : أن يسمح له بالحج في أول سنة لأن عمر كان في ذلك
الوقت لم يحج . الشرط الثالث : أن يسمح له بالغاء أن يخرجه للناس في
المدينة فوافق الوليد على هذه الشروط ، وباشر عمر بن عبد العزيز عمله
بالمدينه وفرح الناس به فرحآ شديدآ. من أبرز الأعمال التي قام بها في
المدينه وهو عمل مجلس الشورى يتكون من عشر من فقهاء المدينة . ثم عينة
الخلفية الأموى سليمان بن عبد الملك وزيراً في عهده .
قال عنه سفيان الثوري: كخامس الخلفاء الراشدين (الخلفاء خمسة: أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ،وعلي ، وعمر بن عبد العزيز).
وعن شدة إتباعه للسنة قال حزم بن
حزم:قال عمر:لو كان كل بدعة يميتها الله على يدي وكل سنة ينعشها الله على
يدي ببضعة من لحمي، حتى يأتي آخر ذلك من نفسي، كان في الله يسيراً. أتفقت
كلمة المترجمين على أنه ممن ائمة زمانه ، فقد اطلق عليه كل من الإمامين
:مالك وسفيان بن عيينه وصف إمام ، وقال مجاهد:أتيناه نعلمه فما برحنا حتى
تعلمنا منه ،وقال ميمون بن مهران :كان عمر بن عبد العزيز معلم العلماء ،
قال فيه الذهبي :كان إمامآ فقيهآ مجتهدآ ، عارفآ بالسنن ،كبير الشأن حافظآ
قانتآ لله أواهآ منيبآ يعد في حسن السيرة والقيام بالقسط مع جده لأمة عمر,
وفي الزهد مع الحسن البصري وفي العلم مع الزهري ".
مبايعته بالخلافة:
بويع بالخلافة بعد وفاة الخليفة
سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس بالصلاة، فاجتمع
الناس في مسجد بني أمية - المسجد الأموى بدمشق ، فلما اكتملت جموعهم، قام
فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: "أيها الناس
إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له... ولا مشورة من
المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة
ترضونه " . فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا
بك، فَولِ أمرنا باليمن والبركة. فأخذ يحض الناس على التقوى ويزهدهم في
الدنيا ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: " أيها الناس من أطاع الله وجبت
طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت
الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم " ثم نزل عن المنبر وقد تمت
البيعة للخلافة في دمشق سنة 99 هجرية في مسجد دمشق الكبير (الجامع الأموى
).
يقول التابعي العالم الجليل رجاء بن
حيوة: " لما تولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة وقف بنا خطيبا فحمد الله ثم
أثنى عليه، وقال في جملة ما قال : يا رب إني كنت أميراً فطمعت بالخلافة
فنلتها، يا رب إني أطمع بالجنة، اللهم بلغني الجنة. قال رجاء: فأرتج
المسجد بالبكاء فنظرت إلى جدران المسجد هل تبكي معنا".
ما دار بينه وبين أبنه بعد توليه
الخلافة:اتجه عمر إلى بيته وآوى إلى فراشه، فما كاد يسلم جنبه إلى مضجعه
حتى أقبل عليه ابنه عبد الملك وكان عمره آنذاك سبعة عشر عامًا، وقال: ماذا
تريد أن تصنع يا أمير المؤمنين؟ فرد عمر: أي بني أريد أن أغفو قليلاً ،
فلم تبق في جسدي طاقة. قال عبد الملك : أتغفو قبل أن ترد المظالم إلى
أهلها يا أمير المؤمنين؟ ، فقال عمر: أي بني ، إني قد سهرت البارحة في عمك
سليمان ، وإني إذا حان الظهر صليت في الناس ورددت المظالم إلى أهلها إن
شاء الله. فقال عبد الملك : ومن لك يا أمير المؤمنين بأن تعيش إلى الظهر؟!
فقام عمر وقبَّل ابنه وضمه إليه، ثم قال: الحمد لله الذي أخرج من صلبي من
يعينني على ديني.