التحقق بالعبودية
التحقق بالعبودية من أحكام الشريعة ، و العبودية بالله أفضل من العبودية لله ، لأن العبودية بالله يُخرج صاحبُهـا نفسَه من البين بالكليّة .
والعبودية لها جهتان :
الأولى : عبودية بالقلب ، فتكون نيته خالصة لا تتوجه إلى طمع في الجنّة ولا إلى خوف من النار .
الثانية :عبودية بالجوارح ، يُجْرِي عليها الأحكام الشرعية الموافقة للكتاب والسنّة .
والذي يحافظ على العبودية في ظاهره وباطنه يكون خالصاً من كل الشوائب ، فإذا جاءته الإلهامات يعرِضُها على الشرع ، فإن كانت موافقة للشرع أخذ بها ، وإلاّ يرمي بها عرض الحائط .
المريد الصادق يأخذ بوصية الله عز و جل, و ليس هناك أفضل و أكمل من وصية الله حيث يقول: { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله َ ذِكْراً كَثِيراً } [سورة الأحزاب/41] و قيد الذكر بالكثرة, لأن الفائدة من الذكر لا تتحقق إلا بالكثرة, فإذا رأيت ثقل الذكر على لسانك اتهم نفسك بالنفاق, لأنه من أوصاف المنافقين, لقوله تعالى فيهم: { وَ لَا يَذْكُرُونَ الله َ إِلَّا قَلِيلاً } [سورة النساء/142] فلابد من الاستغفار و التوبة, حتى تقوى على ذكر الله, و بكثرة الذكر تخفف من طبيعتك البشرية, فلا تأخذ من الدنيا إلا بمقدار الحاجة, و عندها قلبك لا يميل و لا يرضى إلا بمولاك. فلابد من المجاهدة و كثرة الذكر. اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك و لا تجعلنا من الغافلين.