يقول الله عز
اسمه: ﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ
اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ﴾ ([61])
.
ويقول الباري جل شأنه:﴿لَقَدْ أَخَذْنَا
مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ
رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً
يَقْتُلُونَ﴾ ([62])
.
اليهود متخصصون في أكل الربا والحرام والسحت:
وهذه من صفاتهم التي لا تتغير ولا تتبدل، يقول الله عز سلطانه:﴿وَتَرَى كَثِيراً
مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ
لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ([64])
.
ويقول الحق تقدست كلماته:﴿لَوْلا يَنْهَاهُمُ
الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ
السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ ([65])
.
-اليهود أجبن خلق الله ملعونون على ألسنة
أنبيائهم: وصف القرآن الكريم والذكر الحكيم اليهود بالجبن، والجبان من صفاته الغدر
والخيانة ليعوض بذلك عمّا ينقصه من شجاعة.
يقول الله جل شأنه:﴿لُعِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ ([66])
.
ويقول الله جل جلاله:﴿لا يُقَاتِلُونَكُمْ
جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ
بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾ ([67])
.
فالغشاوة المضروبة على قلوبهم، "وقسوتهم تدفعهم للقتال، يستميتون
فيه كما نشاهد في عصرنا، لكن الهلع الآتي من مرض القلب وخوائه من الإيمان تجعل
الواحد منهم أشد الناس خوفا وأعجزهم عن المواجهة إلا إن كان في عُصبة من قومه
ووراء حصن من حجر، كما كان في العهود السابقة، أو حصن من فولاذ يدبُّ في الأرض أو
يطير في السماء" ([68])
.
وفي قصتهم مع كليم الله موسى عبرة لمن كان له
قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فقد أمرهم بالجهاد فتقاعسوا وجبنوا، يقول الحق سبحانه
وتعالى:﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ
لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ، قَالُوا
يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى
يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ، قَالَ
رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا
عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى
اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ
نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا
إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ ([69])
.
لما طلب منهم –من اليهود- نبيهم المرافَدة
قعدوا عن نصرته، وتثاقلوا في إجابته، ودارت أعينهم كأنهم من الموت في غرة، ومن
الذهول في سكرة.