وقد ذكرهم القرآن بأقبح صفاتهم وأشنعها، فهم
من يثير الحروب والفتن بين الجماعات، يقول الباري سبحانه وتعالى:﴿كُلَّمَا
أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ
فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ ([76])
.
فتاريخهم الطويل "مرتبط بالتخطيط
الإجرامي، وحوك الدسائس، والاستهانة بجميع المقدسات والقيم، وفي تاريخهم انتصارات
مؤقتة، ذات نهايات تعيسة، أقلها الهزيمة والتشرد" ([77])
.
وتاريخهم الأسود يشهد على جرائمهم وعِدائهم،
إذ هم "أول من واجه الدعوة الإسلامية بالعداء والكيد والحرب في المدينة وفي
الجزيرة العربية كلها (...)، لقد كانوا حربا على الجماعة المسلمة منذ اليوم الأول،
فهم الذين احتضنوا النفاق والمنافقين في المدينة وأمدوهم بوسائل الكيد للإسلام
والمسلمين (...)، وهم الذين حرضوا المشركين وواعدوهم وتآمروا معهم على الجماعة
المسلمة، وهم الذين تولوا حرب الإشاعات والدس والكيد في الصف المسلم، كما تولوا بث
الشكوك والشبهات والتحريفات حول العقيدة، وحول القادة، وذلك كله قبل أن يسفروا
بوجههم في الحرب المعلنة الصريحة" ([78])
. أضف إلى ذلك أن
تاريخهم حافل بسلسلة طويلة من أعمال الإرهاب والإبادة الجماعية.
-اليهود غادرون وماكرون وخداعون: إن النفسية
اليهودية تنطوي على مكر شديد، وغدر بالغ، وحقد أسود متأجج، فهي تكره كل الأمم غير
اليهودية وتهدف إلى استئصال كل من على الأرض والقضاء على جميع بني الإنسان؛ لأنها
لا تريد الحياة إلا لنفسها، ولم يعرف التاريخ أمة حاقدة كاليهود ولا أسرع نقضا
للعهود مثلهم، ولقد اكتوى العالم بنار حقد اليهود ومكرهم وغدرهم وخيانتهم؛ فكثير
من الحوادث المؤلمة والوقائع الشنيعة تحركها الأيدي اليهودية الحاقدة تحت جنح
الظلام والناس نيام.
وصدق الله تبارك وتعالى: ]يُخَادِعُونَ
اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا
يَشْعُرُونَ[ ([79])
.
ولا أدل على غدرهم من قصة تلك المرأة
اليهودية التي غدرت برجل فقتلته، وهي مذكورة في كتابهم المقدس، الذي جاء فيه، أن
رجلا "فيما هو نائم مسترخ أخذت ياعيل وتدا وأمسكت المطرقة بيدها واقتربت منه
بهدوء وضربت الوتد في صدغه حتى غرَزَ في الأرض، فمات" ([80])
.
قتلته وغدرت به بعدما أعطته له من وعود
وعهود، وقد ذكر الكتاب السابق القصة بأكملها ([81])
.
حتى تاريخهم شاهد عليهم أنهم لم يسلموا، ولم
يخضعوا بالطاعة لنبي واحد بعث فيهم.