فالغدر من خلائقهم، كما غدرت تلك المرأة بذاك
الرجل المذكور في كتابهم، فقد حاولوا أن يغدروا بسيد الوجود ، وفكروا ودبروا
بأن يلقوا صخرة عليه لينتهي أمره، لكن هيهات! ووعد الله بحفظه ثابت لا يتبدل ولا
يتغير ]وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[ ([82])
.
وهكذا نجد أن "اليهود طراز خاص من
البشر، ذوو صفات معينة، وإمكانيات خاصة، وكان لهم دور مخزي في جميع الأحداث
التاريخية، فهم مشوشو العالم ومسببو آلامه وويلاته. ولكن نتائج أعمالهم تصيبهم هم
دائما أكثر من غيرهم ولم يكن النجاح حليفهم في مختلف مراحل حياتهم، رغم نجاحهم
المؤقت في كثير من الأحيان، وذلك يعود إلى أنهم صنف خاص من البشر، يعتبر نشازا في
نسق البشرية الطبيعي" ([83])
.
وعلى الرغم من ذلك فإن تاريخ إخوان القردة
حافل بالطرق التي استعملوها لهدم دين الإسلام، والتخلص من صاحب الرسالة العصماء،
فأخلاقهم دقاق وعهدهم شقاق، فهم حيات صم، وحجارة خُشْن، فهم ينثالون على الإسلام
من كل جانب ليمزقوه ويجعلوه أثرا بعد عين؛ لكن هيهات.. أن ينالوا منه شيئا!
فالله قاهر من عازَّه ومدمر من شاقَّه، ومذل من ناوأه، وغالب من عاداه.
-اليهود يحقرون باقي الأمم: يقول الحق
سبحانه: ]وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ
كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا
يَعْلَمُونَ[ ([84])
.
فاليهود يعتقدون أنهم "شعب الله
المختار"، وغيرهم أحجار على رقعة الشطرنج. فهم ينظرون إلى باقي الأجناس على
أنهم دونهم وأقل منهم، وهم يحقرون باقي الأمم.
جاء في كتابهم المقدس:" لا تذكروا
الأوليات، ولا تتأملوا في القديمات. هأنذا صانع شيئا جديدا. الآن ينبت. أفلا
تعرفونه؟ أجعل البرية طريقا وفي القفر أنهارا. يمجدني وحش الحقل. بنات آوى
والنعام. لأني أجعل ماء في البرية. وأنهارا في القفر. كي أسقي شعبي، مختاري.
الشعب الذي جبلته لنفسي، ليحدثوا بتسبيحي" ([85])
.
وجاء كذلك في كتابهم المذكور:"وأما أنتم
فجنس مختار، كهنوت ملكي، أمة مقدسة، شعب اقتناء، لتعلنوا فضائل الذي دعاكم من
الظلمة إلى نوره العجيب" ([86])
.
ومن الترهات الواردة في تلمودهم
قولهم:"نحن شعب الله في الأرض، وقد أوجب علينا أن يفرقنا لمنفعتنا ذلك أنه
لأجل رحمته ورضاه عنا سخر لنا الحيوان الإنساني وهم كل الأمم والأجناس سخرهم لنا،
لأنه يعلم أننا نحتاج إلى نوعين من الحيوان: نوع أخرس كالدواب والأنعام والطير، ونوع
ناطق كالمسيحيين والمسلمين والبوذيين وسائر الأمم من أهل الشرق والغرب، فسخرهم لنا
ليكونوا في خدمتنا وفرقنا في الأرض لنمتطي ظهورهم ونمسك بعناقهم" ([87])
.
هكذا يعتقدون، ويرشدون أتباعهم إلى ذلك،
ويزرعون في قلوبهم الحقد والبغضاء والعداوة لكل من ليس يهوديا.
-اليهود مخادعون ومخاتلون: وإذا أرادوا
التملص من شيء أوجدوا له مبرراته، ولعل أدق تعبير في وصف اليهود قوله تعالى وتقدس:
﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى
شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ، اللَّهُ
يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ ([88])
، وقوله عز
سلطانه: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا
التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً
وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ ([89])
.
وقد نص كتابهم على أنهم فصيلة شريرة ، جاء في
كتابهم:"وكلم الرب موسى وهرون فقال: إلى متى أحتمل هؤلاء القوم الأشرار يلقون
اللوم علي؟ سمعت لوم بني إسرائيل لك فقل لهم: حيٌّ أنا يقول الرب سأصنع بكم كما
تكلمتم على مسامعي ففي هذه البرية تسقط جثتكم" ([90])
.
وفي موضع آخر جاء فيه:"ففعل بنو إسرائيل
الشر في عيني الرب (...) فغضب الرب على بني إسرائيل، فسلمهم إلى أيدي الناهبين
فنهبوهم... فكانوا حيثما خرجوا للحرب تكون يد الرب عليهم لشرهم... فأقام عليهم
قضاة فخلصوهم من أيدي الناهبين، ولقضاتهم أيضا لم يسمعوا، فخانوا الرب
باتباع آلهة أخرى وسجدوا لها وحادوا سريعا عن الطريق... فاشتد غضب الرب
عليهم..." ([91])
. فكلما خلصهم
عادوا إلى الشر وهذه هي صفاتهم وهذه هي طبيعتهم، جبلوا على الشر والخديعة والمكر.
فاليهود "معدن بشري تركزت فيه كل معاني
الجاهلية، وكل أسباب الفتنة، فهم الحضنة المتخصصون لداء الأمم، وهم المنتجون
الرئيسون له، وهم موزعوه بما خصهم الله عز وجل به من عنده وبما أجرموا ويجرمون.
خصهم الحكيم العليم بخزي الدنيا والآخرة، وتأذن عليهم في كتابه العزيز، إعلانا
صارما متْلُواً إلى يوم القيامة" ([92])
.
زرعوا الفجور، وسقوه الغرور، وحصدوا
الثبور. ]مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا
رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[ ([93])
.
هؤلاء هم اليهود؛ خالفوا الحق، وخابطوا
الغَيَّ، واتخذوا الشيطان لأمرهم مِلاَكاً، وفي خططهم ودسائسهم وزيرا ومستشارا،
فاتخذهم له شركاء وأولياء وأحبابا وفلذة أكباد، فباض وفَرَّخ في غياهب نفوسهم،
ودَبَّ ودرج في حجورهم، وجرى في دمهم، وتربع على عرش صدورهم، ونطق بالباطل على
ألسنتهم، فركب بهم الزلل، وزَيَّن لهم الخطل، فأخذ منهم الباطل مأخذه، وركب منهم
الخداع مركبه، وأصبح نكث العهود أحب إليهم من الماء البارد، فهم الذي تآخوا على
المكائد، وتحابوا على الدسائس. ]أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ
اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ[ ([94])
.