فجبنهم وخوفهم وذلهم كره إليهم القتال
والجهاد، ورغَّبهم في التخلق والتقاعس والاستسلام ([70])
.
-سوء فعال اليهود: اغتروا بطول الإمهال
فارتكبوا قبيح الأعمال، فكانت لهم سنة الله -التي لا تحابي أحدا- بالمرصاد.
يقول جلت عظمته:﴿كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ
عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيراً
مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ
أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾ ([71])
.
-اليهود لا ينتفعون بهدي: يقول الحق
سبحانه:﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ ([72])
.
-إعراضهم عن شريعة الله:
يقول الحق جل وعلا:﴿وَإِذَا جَاءُوكُمْ
قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ
أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ﴾ ([73])
.
وما ذكره سبحانه وتعالى في الآية
الكريمة السابقة أدل ما يدل على أن قلوبهم مألوسة فهم لا يعقلون ولا يدبرون
ولا يفقهون، قمصتهم الدنيا بأرجلها، وقنصتهم بأحبُلها، وأقصدتهم بأسهمها. أشرطوا
أنفسهم، وأوبقوا دينهم لحطام ينتهزونه، أو لغرض دنيوي يستجلبونه..، فهم يركضون
وراء غرور حائل، وضوء آفل، وظل زائل، وسِنَاد مائل، نسوا الله فنسيهم، ونبذوا
شريعته وراء ظهورهم؛ فديِّثُو بالصَّغار والقَمَاءَة، وضرب على قلوبهم
بالأَسْدَاد.
-اليهود أشد عداوة للمؤمنين: لقد كانت جماعة
اليهود معارضة للحق معادية له، فالعداوة بهم معصوبة سواء جهروا بها، إن
واتتهم فرصة المجاهرة، أو أضمروها، وتحركوا في السر، يتآمرون ويدسون ويخربون..
يقول الحق جل وعلا:﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ
النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا
وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا
إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا
يَسْتَكْبِرُونَ﴾ ([74])
.
-اليهود متخصصون في إثارة الفتن وإشعال
الحروب:
لقد شهد القرآن الكريم بوجود اليهود خلف كل
"عنف جهنمي، وخلف كل كراهية للإنسانية، وخلف كل قساوة قلب مدمرة وتآمر دنيء
مفلسف أو ساذج حقيقة شهد بها الله خالق كل شيء في كتابه، وشهدت بها سيرة سيدنا
محمدوجماعته المباركة، وتشهد بها نصوص اليهود أنفسهم" ([75])
.