مراقبة الله تعالى لعباده
مراقبة الله لعباده قديمة , والمشاهدة من العبد لربه حادثة , يمكن أن تتغير , والاعتماد على القديم أولى من الاعتماد على الحادث قال تعالى : ( إن الله كان عليكم
رقيبا ً ) . تفكروا في هذه الآية , وأكبر معبود مبغوض عند الله في الأرض هو الهوى , قال تعالى : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) , ولم يقل ذلك ربنا في حق أية
معصية أو مخالفة إلا في اتباع الهوى , لذا نهانا عن اتباع الهوى فقال : ( فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ) , وهذا أثقل من السموات والأرض على من يفهم . وعار
عليكم يا أهل الطريق أن تقولو ا ما لا تفعلون , قولوا وافعلوا , واعلموا أن الاستقامة فيها مشقة , ولكن إذا ذقتم حلاوة الإيمان وحلاوة الطاعة فإن هذه الحلاوة تدفع تلك المشقة ,
فإذا لم تشعروا بهذه الحلاوة فيكفيكم علمكم بأن الله يراكم وهو القائل : ( ولن يتركم أعمالكم ) , ويقول سبحانه : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) .