ديوان العرب
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا.
إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه



ديوان العرب
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا.
إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه



ديوان العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ديوان العرب

منتدى ثقافي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 طريق الوصول الى الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ammar
المدير العام للديوان
المدير العام للديوان
ammar


عدد الرسائل : 755
العمر : 39
نقاط : 336
تاريخ التسجيل : 24/12/2008

طريق الوصول الى الله Empty
مُساهمةموضوع: طريق الوصول الى الله   طريق الوصول الى الله Emptyالإثنين ديسمبر 29, 2008 12:21 pm

طريق الوصول إلى الله


بعد أن بينا نبذة عن المنهج العملي الذي اقتبسه أئمة الصوفية من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ كالصحبة والعلم والذكر والخلوة.. وغيرها، وهي أعمال بدنية في شكلها ومحلها، قلبية في روحها وجوهرها لا بد من بيان الطريق الذي يختص بأحوال القلب، وصفات النفس، ويعنى بالجانب الروحي، لأن الأصل صلاح القلب وشفاؤه من أمراضه، وتحليته بصفات الكمال.

فطريق الوصول إلى الله تعالى هو تلك المقامات القلبية: كالتوبة والمحاسبة والخوف والرجاء والمراقبة... والصفات الخُلُقية: كالصدق والإخلاص والصبر... التي يتحلى بها السالك في طريقه إلى معرفة الله تعالى معرفة ذوقية، والوصول إلى مقام الإحسان الذي لا حدَّ لمراتبه.

وليس المراد بالوصول المعنى المفهوم بين ذوات الأشياء، فإن الله تعالى جلَّ أن يحده مكانٌ أو زمانٌ، ولذا قال ابن عطاء الله السكندري: (وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به، وإلا فجَلَّ ربُّنا أن يتصل به شيء، أو يتصل هو بشيء) ["إيقاظ الهمم" ج2/ص295].

وقال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: (معنى الوصول هو الرؤية والمشاهدة بسر القلب في الدنيا، وبعين الرأس في الآخرة، فليس معنى الوصول اتصال الذات بالذات، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً) ["روض الطالبين" للغزالي ص150].

وإن السير في طريق الوصول إلى الله تعالى صفة المؤمنين الصالحين، ومن أجله جاء الأنبياء والمرسلون، وإليه يدعو العلماء والمرشدون، كي يرتقي المرء من حضيض المادية والحيوانية إلى مستوى الإنسانية والملكية، ويذوق نعيم القرب ولذة الأنس بالله تعالى.

وإن الطريق واحدة في حقيقتها، وإن تعددت المناهج العملية، وتنوعت أساليب السير والسلوك تبعاً للاجتهاد وتبدل المكان والزمان، ولهذا تعددت الطرق الصوفية وهي في ذاتها وحقيقتها وجوهرها طريق واحدة.

وفي هذا المعنى قال ابن القيِّم: (الناس قسمان: عِلْيةٌ [علية: فلان من علية الناس، وهو جمع رجل علي، أي شريف رفيع مثل صبي وصبية] وسِفْلة، فالعلية: من عرف الطريق إلى ربه، وسلكها قاصداً للوصول إليه، وهذا هو الكريم على ربه، والسِّفْلة: من لم يعرف الطريق إلى ربه، ولم يتعرفها، فهذا هو اللئيم الذي قال الله تعالى فيه: {ومَنْ يُهِنِ اللـهُ فما له مِنْ مُكَرِّم} [الحج: 18]. والطريق إلى الله في الحقيقة واحدة لا تعدد فيها... وأما ما يقع في كلام بعض العلماء أن الطريق إلى الله متعددة متنوعة، جعلها الله كذلك لتنوع الاستعدادات واختلافها، رحمة منه وفضلاً، فهو صحيح لا ينافي ما ذكرناه من وحدة الطريق.

وكشف ذلك وإيضاحه أن الطريق واحدة جامعة لكل ما يرضي الله، وما يرضيه متعدد متنوع، فجميع ما يرضيه طريق واحدة، ومراضيه متعددة متنوعة بحسب الأزمان والأماكن والأشخاص والأحوال، وكلها طرق مرضاته. فهذه الطرق جعلها الله لرحمته وحكمته كثيرة متنوعة جداً لاختلاف استعدادات العباد وقوابلهم، ولو جعلها نوعاً واحداً مع اختلاف الأذهان والعقول وقوة الاستعدادات لم يسلكها إلا واحد بعد واحد. ولكن لما اختلفت الاستعدادات تنوعت الطرق ليسلك كل امرىء إلى ربه طريقاً يقتضيها استعداده وقوته وقبوله، ومن هنا يُعلم تنوع الشرائع واختلافها، مع رجوعها كلها إلى دين واحد، مع وحدة المعبود ودينه) ["طريق الهجرتين" لابن قيم الجوزية ص223 ـ 225].

ولقد عني رجال التصوف برسم معالم هذا الطريق، وتوضيح منازله ومقاماته، ووسائل السير فيه.

قال أبو بكر الكتاني وأبو الحسن الرملي رحمهما الله تعالى: سألْنا أبا سعيد الخراز، فقلنا: أخبرنا عن أوائل الطريق إلى الله تعالى ؟ فقال: (التوبة، وذكر شرائطها، ثم يُنقل من مقام التوبة إلى مقام الخوف، ومن مقام الخوف إلى مقام الرجاء، ومن مقام الرجاء إلى مقام الصالحين، ومن مقام الصالحين إلى مقام المريدين، ومن مقام المريدين إلى مقام المطيعين، ومن مقام المطيعين إلى مقام المحبين، ومن مقام المحبين إلى مقام المشتاقين، ومن مقام المشتاقين إلى مقام الأولياء، ومن مقام الأولياء إلى مقام المقريبن. وذكروا لكل مقام عشر شرائط، إذا عاناها وأحكمها وحلَّت القلوب هذه المحلة أدمنت النظرة في النعمة، وفكرت في الأيادي والإحسان، فانفردت النفوس بالذكر، وجالت الأرواح في ملكوت عزه بخالص العلم به، واردةً على حياض المعرفة، إليه صادرة، ولِبابهِ قارعة، وإليه في محبته ناظرة، أما سمعت قول الحكيم وهو يقول:

أُراعي سواد الليل أنساً بذكر هو شوقاً إليه غير مستكره الصبر ولكن سروراً دائماً وتعرضاً وقرعاً لباب الرب ذي العز والفخر فحالهم أنهم قَرُبُوا فلم يتباعدوا، ورُفعت لهم منازل فلم يُخفَضوا، ونُوِّرتْ قلوبهم لكي ينظروا إلى مُلْك عدن بها ينزلون، فتاهوا بمن يعبدون، وتعززوا بمَنْ به يكتفون، حلَّوا فلم يظعنوا، واستوطنوا محلته فلم يرحلوا، فهم الأولياء وهم العاملون، وهم الأصفياء وهم المقربون، أين يذهبون عن مقام قربٍ هم به آمنون، وعزوا في غرف هم بها ساكنون، جزاءً بما كانوا يعملون، فلمثل هذا فليعمل العاملون) ["حلية الأولياء" لأبي نعيم ج10/ص248 ـ 249].


ولكي يقطع المرء عقبات الطريق، ويجتاز مقاماته لا بد له من مجاهدات نفسية ومواصلة للذكر والمراقبة والمحاسبة والخلوات، فالوصول إلى الله تعالى لا يُنال بالتشهي والتمني بل لا بد من إيمان وتقوى، وصدق في القصد، وإخلاص في الغاية، وعند ذلك يكرم الله السالكين إليه بالمعرفة الكاملة، والسعادة القلبية الحقة.

قال الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى: (إن طريق الوصول إلى علم القوم الإيمان والتقوى {ومَنْ يتَّقِ اللهَ يجعلْ لَهُ مَخْرَجاً ويَرْزُقْهُ مِنْ حيث لا يحتسِبُ} [الطلاق: 3]. والرزق نوعان: روحاني وجسماني، قال الله تعالى:{واتَّقوا اللهَ ويُعَلِّمُكُمُ اللهُ}[البقرة: 282]. أي يعلمكم ما لم تكونوا تعلمونه بالوسائط من العلوم الإلهية) ["النصرة النبوية" للشيخ مصطفى المدني ص84 بتصرف].

ومن كلام الشيخ محي الدين يتبين أن الإنسان لا يمكن له أن يسير إلى الله تعالى إلا بإيمان صحيح وعقيدة ثابتة، وقلب يرعى حدود الله، وأعمال مقيدة بشريعة الله، وأخلاقٍ عالية مقتبسة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن لم يترفَّع عن الشهوات الدنيئة والرعونات النفسية لا بد إلا أن ينحرف في سيره، أو ينقطع في منتصف الطريق، فيضل ويشقى.

قال ابن القيم رحمه الله: (لو كشف للعبد الغطاء عن ألطافه تعالى وبره وصنعه له من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم لذاب قلبه محبة له وشوقاً إليه، ولكن حجب القلوب عن مشاهدة ذلك إخلادها إلى عالم الشهوات والتعلق بالأسباب، فصدت عن كمال نعيمها، وذلك تقدير العزيز العليم، وإلا فأي قلب يذوق حلاوة معرفة الله ومحبته ثم يركن إلى غيره، ويسكن إلى ما سواه ؟! هذا ما لا يكون أبداً، ومن ذاق شيئاً من ذلك، وعرف طريقاً موصلة إلى الله ثم تركها، وأقبل على إرادته وراحته وشهواته ولذاته وقع في آثار المعاطب، وأودع قلبه سجون المضايق، وعُذِّب في حياته عذاباً لم يعذَّب به أحد من العالمين، فحياته عجز وغم وحزن، وموته كدر وحسرة، ومعاده أسف وندامة... فنارُ الحجاب تطلع كل وقت على فؤاده، وإعراض الكون عنه ـ إذا أعرض عن ربه ـ حائل بينه وبين مراده، فهو قبر يمشي على وجه الأرض، وروحه في وحشة من جسمه، وقلبه في ملال من حياته...

فأصبح كالبازي المنتَّفِ ريشُه يَرى حسراتٍ كلما طار طائرُ

وقد كان دهراً في الرياض منعماً على كل ما يهوى من الصيد قادر

إلى أن أصابته من الدهر نكبة إذا هو مقصوصُ الجناحين حاسر)

["طريق الهجرتين" ابن القيم ص227 ـ 230].


فالانقطاع عن الطريق مصيبة كبرى، وخسران مبين، وسببه موافقة السالك لشهوات نفسه وتطلعه للمقامات والكشوفات وانحرافه عن مقصده الأسمى. فالسالك الصادق المخلص لا يطلب المقامات ولا يقصد المراتب والكرامات، وإنما هي منازل يقطعها في طريقه إلى الغاية الكبرى دون انحراف أو التفات:

فلا تلتفتْ في السير غيراً وكلُّ ما سوى الله غيرٌ فاتخذْ ذكره حصناً

وكل مقام لا تقم فيه، إنه حجاب فجدَّ السيرَ واستنجد العونا

ومهما ترى كلَّ المراتب تُجتَلى عليك فحُلْ عنها، فعن مثلها حُلنا

وقل ليس لي في غير ذاتك مطلب فلا صورة تُجْلى، ولا طرفة تُجنى

وها نحن نوضح بعض المقامات التي يمر بها السالك في سيره إلى الله تعالى، وأولها التوبة ؛ فمن لا توبة له لا سير له، وهي منطلق السالك في سيره إلى ربه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alhamdlilah.com/quran
 
طريق الوصول الى الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إلا انبياء الله قناة اسرائيلية تستهزء بانبياء الله
» الفرق بين انشاء الله وان شاء الله
» اكتشافات طبية مذهلة عن طريق الصدفة
» طريق الحق لطالب الحق
» مراقبة الله لعباده

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ديوان العرب :: الديوان الاسلامي :: ديوان طريق الوصول الى الله-
انتقل الى: